سم الله الرحمن الرحيم
يعلن مجمع فقهاء الشريعة بأمريكا ببالغ الغضب والأسى إدانته للتفجيرات الإرهابية التي وقعت في العاصمة الفرنسية، وخلفت وراءها مئات من الضحايا من القتلى ومن المصابين، وإنه إذ يؤكد على إدانتها إسلاميا وإنسانيا ليؤكد على جملة من المبادئ التي تعد من ثوابته وكبرى يقينياته
· أن الأصل في النفوس البشرية العصمة، وأن الاعتداء عليها من أبشع الجرائم التي تستوجب الملاحقة القضائية، وتوقيع أقصى العوبات الجنائية، فضلا عما ينتظر أصحابها من عقوبات يوم القيامة.
· أن الفلسفات التي تسوغ مثل هذه الجرائم تصادم جوهر الشرائع السماوية والمواثيق الأرضية، فهي عدوان على الدين والدنيا معا، وإن توارت خلف قناع زائف من دعاوى الشرعية الدينية أو السياسية .
· أن قضايا الإرهاب حول العالم متشابكة، سواء أكان إرهاب الدول أم إرهاب التنظيمات أم إرهاب الأفراد، لا يمكن التعامل مع بعضها بمعزل عن بقيتها، ولكي ننجح في القضاء على الإرهاب ينبغي التعامل مع تجلياته المختلفة بتوازن، وعدل وموضوعية، بعيدا عن تدخل الأهواء السياسية أو الدينية
· أن المواجهة الامنية وحدها لا تكفي في الحرب على الإرهاب، بل ينبغي أن تكون على مختلف الأصعدة، وأن تجيش لها كل الجهود الفكرية والإعلامية والأمنية، وأن يكون ذلك كله بنزاهة وعدل وصدق وموضوعية، فإن المعالجة المتحيزة لهذه القضايا لا تزيدها إلا ضراوة، ولا تزيد نارها إلأ توهجا وانتشارا!
· نجدد إدانتنا لهذه العلميات من أي عباءة خرجت، وإلى أي ملة انتسبت، ونعلن براءة الإسلام عقيدة وشريعة وسياسة من هذا العمل الظالم الوضيع، ونعلن تعاطفنا مع ضحايا هذا الكارثة، ونقدم تعازينا لهم، ونسأل الله أن يعم السلام في العالم، وأن يهدي الزعماء والقادة إلى إقامة العدل والحق في سياساتهم الداخلية والخارجية، وفي علاقاتهم المحلية والعالمية، ليعود السلام إلى الأرض الجريحة التي تئن تحت وطأة هذه المظالم! وينتشر فيها الأمن الذي تتطلع إليه الإنسانية المكروبة المعذبة! والذي يخدم الملل والحضارات والثقافات كافة. والله من وراء القصد
اللجنة الدائمة للافتاء