كذا فليجل الخطب وليفدح الامر!
يتابع مجمع فقهاء الشريعة بامريكا ببالغ الألم والغضب ما يجرى على أرض حلب ويتعرض له الأبرياء العزل من أبنائها من من دمار شامل يحاصرها من كل مكان، وما تمطرها به طائرات البغي من براميل متفجرة، وصواريخ مدمرة، تهلك الحرث والنسل، وتحيل الحياة والأحياء إلى أنقاض ورفات! في وسط عجز عربي وصمت دولي، وما يشبه الشلل من المنظمات الدولية اللهم إلا من كلمات خافتة تجري هناك وهناك على استحياء!
لقد طال ليل المحنة السورية! وكان حصادها على مدى السنوات الماضيةمئات الآلاف من القتلى والجرحى والمعوقين وملايين اللاجئين المشردين في كل مكان، ثم كان هذا القصف الأخير الذي سقطت حممه على الأطفال والاطباء في المستشفيات، والمراكز الصحية، ولم تفرق بين كبير وصغير ولا رجال ونساء، الأمر الذي تدينه الأرض والسماء!
إن المجمع يخاطب أول ما يخاطب الأمة الإسلامية شعوبا وساسة أن يتحملوا مسئولياتهم في هذا الخطب الجلل، فضحا لجرائم المعتدين، ومواساة ونجدة للضحايا والمنكوبين، بكل ما أتيح لهم من وسائل النجدة والغوث، ولا عذر لهم عند الله عز وجل إن هم ادخروا طاقة أو حجبوا دعما ضروريا وهم قادرون على بذله! وأن يذكروا قول نبيهم صلى الله عليه وسلم ( ما من امرئ يخذل امرءا مسلما في موطن يُنتقص فيه من عرضه , وينتهك فيه من حرمته , إلا خذله الله تعالى في موطن يحب فيه نصرته، وما من أحد ينصر مسلما في موطن ينتقص فيه من عرضه , وينتهك فيه من حرمته , إلا نصره الله في موطن يحب فيه نصرته ) رواه أحمد وأبو داود)
كما يخاطب المجتمع الدولي بالقيام بدوره في مواجهة هذه المجازر الوحشية وفق ما يمليه عليه ضميره الإنساني ومواثيق حقوق الإنسان التي تواثقت عليها الأمم والشعوب
كما يخاطب كل مؤسسات الإغاثة العربية والإسلامية والعالمية أن تخف لإغاثة هؤلاء المنكوبين ومواساتهم، وتوفير ضروراتهم دواء وإيواء وإعاشة
ثم يدعو هؤلاء المنكوبين والمكلومين إلى التصبر والاحتساب، وأن يجمعوا كلمتهم، وأن يصلحوا ذات بينهم، فإن الجماعة رحمة والفرقة عذاب، وأن يجددوا إيمانهم بربهم وعهدهم معه: توبة إليه، ولياذا به، واستغاثة به وضراعة إليه، وتوكلا عليه، فهو وحده الملجأ والملاذ إذا خان الحلفاء وتخاذل الأصدقاء!
وأن يعلموا ان النصر مع الصبر، وأن اليسر مع العسر، وأن الفرج مع الكرب، وأن أجل الله لآت إن الله لا يخلاف الميعاد!
والله وحده المستعان وعليه التكلان